رواد مكــــــة الأهليــة
مرحبـــاً بكم في موقع مدارس رواد مكة الأهلية
نتمنى لكـم قضاء وقت مُفــيد
أ/ عمـــرو
رواد مكــــــة الأهليــة
مرحبـــاً بكم في موقع مدارس رواد مكة الأهلية
نتمنى لكـم قضاء وقت مُفــيد
أ/ عمـــرو
رواد مكــــــة الأهليــة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رواد مكــــــة الأهليــة

مــدارس رواد مكة الأهلية ( الإبتدائيــة و المتوســـطة )
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الثبات واسبابه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد العزيز بليلة




عدد المساهمات : 3
الكابتن : 1
تاريخ التسجيل : 11/05/2010

الثبات واسبابه Empty
مُساهمةموضوع: الثبات واسبابه   الثبات واسبابه I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 11, 2010 8:14 am

[center] السلام عليكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم
الحمد لله مقلب القلوب والأبصار ، ومثبت عباده المتقين الأبرار ، في الدنيا والآخرة دار القرار ، وأصلي وأسلم على نبينا محمد المختار ، وعلى آله وأصحابه الأطهار .
أما بعد : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
أيها المؤمنون : في ظلمات الفتن ، وأتون المحن ، قد تزل قدم العبد عن منهج الله القويم ، وتنحرف عن جادة الصراط المستقيم ، فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف شاء ، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله يقول : (( إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن ، كقلب واحد يصرفه حيث يشاء )) ، ثم قال رســـول الله : (( اللهم مصرف القلوب ، صرف قلوبنا على طاعتك )) رواه مسلم ، وقد قال النبي مبينًا شدة تقلب قلوب العباد : (( لقلب ابن آدم أشد انقلابًا من القدر إذا اجتمعت غليانًا )) رواه أحمد وقد قيل :
وما سمي الإنسان إلا لِنَسْيِهِ ولا القلب إلا أنه يتقلب
ومصداق هذا مشاهد ملموس في واقع الناس ، فبينا ترى الرجل من أهل الخير والصلاح ، ومن أرباب التقى والفلاح ، قلبه بطاعة ربه مشرق سليم ، إذا به انقلب على وجهه ، فترك الطاعة ، وتقاعس عن الهدى . وبينا ترى الرجل من أهل الشر والفساد أو الكفر والإلحاد ، قلبه بمعصية الله مظلم سقيم ، إذا به أقبل على الطاعة والإحسان ، وسلك سبيل التقى والإيمان .
أيها الإخوة المؤمنون : إن تذكّر هذا الأمر لتطير له ألباب العقلاء ، وتنفطر منه قلوب الأتقياء ، كيف لا؟! والخاتمة مغيّبة ، والعاقبة مستورة ، والله غالب على أمره ، والنبي قد قال : (( فوالذي لا إله غيره ، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة ، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها )) فالله المستعان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
أيها المستمعون : إننا في هذا العصر أحوج ما نكون إلى معرفة أسباب الثبات والأخذ بها ، فالأمر جد ، والخطب جلل ، والنتائج لا تخالف مقدماتها ، والمسببات مربوطة بأسبابها ، وسنن الله ثابتة لا تتغير ، فلن تجد لسنة الله تبديلاً ، ولن تجد لسنة الله تخويلا . فالفتن متلاحقة بالشبهات والشهوات ، والقلوب ضعيفة ، والمعين قليل ، والناصر عزيز ، وقد أخبر النبي عن سرعة تقلب أهل آخر الزمان لكثرة الفتن ، فقال : (( إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا ، ويمسي مؤمنًا ، ويصبح كافرًا )) .
أيها الحاضرون الكرام : في هذا المقام أذكر بعض أسباب الثبات ، عسى الله أن ينفعنا بها ، وأن يثبتنا بالقول الثابت :
فمن أسباب حصول الثبات على الحق والهدى والدين : الشعور بالفقر إلى تثبيت الله تعالى ، وذلك أنه ليس بنا غنى عن تثبيته طرفة عين ، فإن لم يثبتنا الله زالت سماء إيماننا وأرضُه عن مكانها ، وقد قال سبحانه مخاطبًا خير خلقه وأكرمهم عليه : وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً وكان نبينا يكثر من قوله: ((لا ، ومصرف القلوب)) مما يؤكد على أهمية استشعار هذا الأمر واستحضاره .
ومن أسباب الثبات : الإيمان بالله تعالى ، قال عز وجل : يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَة والإيمان الذي وعد أهله وأصحابه بالتثبيت هو الإيمان الذي رسخ في القلب ، ونطق به اللسان ، وصدقته الجوارح والأركان ، فليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل ، فالالتزام الصادق في الظاهر والباطن والمنشط والمكره هو أعظم أسباب التثبيت على الصالحات ، قال الله تعالى : وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا فالمثابر على الطاعة والمداوم عليها المبتغي وجه الله بها موعود عليها بالخير والتثبيت من الله مقلب القلوب ومصرفها .
ومن أسباب الثبات على الطاعة والخير : ترك المعاصي والذنوب ، صغيرها وكبيرها ، ظاهرها وباطنها ، فإن الذنوب من أسباب زيغ القلوب ، فقد قال فيما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن))
ومن أسباب الثبات على الإسلام والإيمان : الإقبال على كتاب الله تلاوة وتعلمًا وعملاً وتدبرًا ، فإن الله سبحانه وتعالى أخبر بأنه أنزل هذا الكتاب المجيد تثبيتًا للمؤمنين وهداية لهم وبشرى ، قال الله تعالى : قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ فكتاب الله هو الحبل المتين والصراط المستقيم والضياء المبين لمن تمسك به وعمل .
ومن أسباب الثبات على الصالحات : عدم الأمن من مكر الله ، فإن الله سبحانه وتعالى قد حذر عباده مكره ، فقال عز وجل : أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ
وقد قطع خوف مكر الله تعالى ظهور المتقين المحسنين ، وغفل عنه الظالمون المسيئون ، كأنهم أخذوا من الله الجليل توقيعًا بالأمان ، أما المحسنون من السلف والخلف فعلى جلالة أقدارهم وعمق إيمانهم ورسوخ علمهم وحسن أعمالهم فقد سلكوا درب المخاوف ، يخافون سلب الإيمان وانسلاخ القلب منه . بارك الله لي ولكم في السنة والآيات ، وثبتني وإياكم حتى الممات ، وغفر لنا الذنوب والسيئات ، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه أهل الفضل والمكرمات .

قال ابن القيم رحمه الله : " إن العبد إذا علم أن الله سبحانه وتعالى مقلب القلوب ، وأنه يحول بين المرء وقلبه ، وأنه تعالى كل يوم هو في شأن ، يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد ، وأنه يهدي من يؤمّنه أن يقلب الله قلبه ، ويحول بينه وبينه ، ويزيغه بعد إقامته وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بقوله : رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا فلولا خوف الإزاغة لما سألوه أن لا يزيغ قلوبهم".
ومن أسباب الثبات على الهدى والحق : سؤال الله التثبيت ، فإن الله هو الذي يثبتك ويهديك ، قال الله تعالى : يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ فألحوا على الله تعالى بالسؤال أن يربط على قلوبكم ويثبتكم على دينكم، فالقلوب ضعيفة، والشبهات خطافة، والشيطان قاعد لك بالمرصاد، ولك فيمن تقدمك من المؤمنين أسوة حسنة، فإن من دعائهم: رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ وما ذكره الله تعالى عنهم: رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ وقد كان أكثر دعاء النبي : (( يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك))
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الثبات واسبابه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رواد مكــــــة الأهليــة :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: